روائع مختارة | واحة الأسرة | صحة الأسرة | لماذا انتشرت المخدرات في المدارس والجامعات؟!

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > واحة الأسرة > صحة الأسرة > لماذا انتشرت المخدرات في المدارس والجامعات؟!


  لماذا انتشرت المخدرات في المدارس والجامعات؟!
     عدد مرات المشاهدة: 1800        عدد مرات الإرسال: 0

لم يترك مروجو وبائعو المخدرات -عليهم من الله ما يستحقون- مكانًا خاصًا أو عامًا في الوطن العربي إلا وإخترقوه من كل جانب لينشروا سمومهم على أوسع نطاق لتحقيق مآربهم الخسيسة التي تبنوها لتدمير أبدان العرب والمسلمين وتغييب عقولهم حتى يعجزوا عن إدراك ومواجهة المؤامرات الحقيرة التي تُحاك وتُدبَّر لإهلاك الأمة الإسلامية كلها وإسقاطها في هاوية التخلف والإنحطاط في شتى المجالات!..

ولأن صغار السن هم الهدف الأول لهؤلاء المجرمين لكونهم جيل المستقبل الذي ينبغي من وجهة نظرهم وأده في مهده، حوَّلوا -لا سامحهم الله- كثيرًا من المدارس والجامعات في العالم العربي إلى بؤر وأوكار لترويج وتعاطي المخدرات بمختلف أنواعها وأسعارها!..

فصرنا نرى طلابًا كُثُر في جميع المراحل التعليمية يقعون في براثن آفة المخدرات ويتعاطونها ويدمنونها غير واعين بخطورتها على سلامتهم، الأمر الذي يؤدي إلى تدمير صحتهم الجسدية والنفسية ومن ثم موتهم سريعًا لصعوبة علاجهم!..

أسباب تعاطي الطلاب المخدرات:

أولًا)- تقصير الأسرة في القيام بمسؤولياتها التربوية:

الأسرة هي التربة الخصبة الأولى التي يترعرع وينمو فيها الطفل، وهي التي تحدد شخصيته وترسم ملامح مستقبله، فإن كان حَسَن المنبت والنشأة إنعكس ذلك على المجتمع كله فيما بعد، وإن أساءت الأسرة وقصرت في تربيته على الحميد من الأخلاق والقيم والمبادئ والتمسك بتعاليم الدين كان وبالًا وبلاءً على مجتمعه..

ومن عوامل التقصير في الأسرة التي تقود الأبناء إلى تعاطي المخدرات:

كثرة الخلافات الأسرية، تعاطي الأبوين أو أحدهما المخدرات، ضعف الرقابة الأسرية لسفر الأب وإنشغال الأم بعملها، عدم تبصير الأسرة الأبناء بالخصائص السيكولوجية والإجتماعية لمراحلهم العمرية، سيادة جو من القهر والعنف في الأسرة نحو الأبناء، عدم تعزيز القيم الروحية لدى الأبناء وعدم أداء الآباء لواجباتهم الدينية، عدم وجود ثقة بين الآباء والأبناء، ما يجعل الأبناء يلجؤون إلى رفاقهم الذين غالبًا ما يكونون رفقاء سوء يزينون لهم الحرام ويحرضونهم على فعل المنكرات، ويورطونهم في كوارث أخلاقية لا يعلم نهايتها سوى الله.

ثانيًا) الفراغ والشعور بالملل وعدم إستغلال الوقت فيما ينفع:

وقت الفراغ -إذا لم يواكبه عقل واع وأماكن ترويحية مناسبة ونافعة- يؤدي إلى الإنحراف وتعاطي المخدرات في كثير من الأحيان، لأن الفراغ مؤثر هام فيما يتعرض له الفرد من الضجر والسأم والشعور بالإغتراب، مما يدفع إلى ملء هذا النوع بأي عمل كان، خصوصاً لدى الشباب لما يمتازون به من نشاط وحيوية وطاقة تبحث عن أسباب اللهو واللجوء في الغالب الأعم إلى المقاهي والسفر إلى المجتمعات التي توفر المخدرات.

ثالثًا) ما تقدمه وسائل الإعلام ليل نهار من مواد مثيرة ومروجة للمخدرات:

دأبت وسائل الإعلام العربية منذ سنوات طوال في تقديم أعمال تليفزيونية وسينمائية ومسرحية مروجة للمخدرات ومرغبة في تعاطيها لما تحدثه من إحساس وهمي بالمرح والسعادة ونسيان الهموم، كما تُعَلِّم الشباب أساليب تهريب المخدرات والإتجار بها أو تعاطيها بشكل يدفعهم إلى الإستكشاف والتجربة، ولا ننسى دور المواقع الهابطة على الإنترنت في نشر معلومات مشجعة على تعاطي المخدرات.

رابعا) ضعف الوازع الديني:

يشكل ضعف الوازع الديني دافعًا وعاملًا قويًا من عوامل اللجوء إلى تعاطي المخدرات، فالفرد المتعاطي للمخدرات يلازمه التفكير بعدم تحريم المخدرات، كما يرتبط هذا بعدم الإلتزام بالقيم والأخلاق والعادات الإسلامية السائدة في المجتمع، وضعف الوازع الديني ناجم عن ضعف ثقافته الدينية وعدم نشأته على ما تغرسه العقيدة في النفس من قيم وأخلاق، فجميع مؤسسات المجتمع هي المسئولة عن ذلك.

خامسًا) البيئة الاجتماعية السيئة:

يتسع مفهوم البيئة الإجتماعية ليشمل المجتمع الذي يعيشه الفرد، فالمجتمع الذي تسوده ثقافة المخدرات تنتشر فيه المخدرات بينما تقل المخدرات أو قد تتلاشى لدى المجتمعات التي تمنع المخدرات ويحرمها الدين.. كما تشكل عوامل الفقر والبطالة والعنف وعدم العدالة عوامل تمرد على المجتمع وأسبابا للدخول في عالم المخدرات.

 وبعد استعراض لبعض أسباب الوقوع في أسر المخدرات تجدر الإشارة إلى عرض أثارها وإنعكاساتها السلبية على متعاطيها وذلك على النحو التالي:

1= الآثار الصحية:

تعاطي المخدرات يسبب فقدان الشهية، ما يؤدي إلى النحافة والضعف العام مصحوباً بإصفرار الوجه، وقلة الحيوية والنشاط، وحدوث الدوار والصداع المزمن، وإختلال التوازن والتآزر العضلي العصبي، إضافة إلى إضطراب وظيفي في حواس السمع والبصر، والتهيج الموضعي للأغشية المخاطية للشعب الهوائية، وإضطراب الجهاز الهضمي، وإتلاف الكبد، فضلًا عن التأثير السلبي على النشاط الجنسي، والإصابة بالسرطان، وإضطراب في الإدراك الحسي العام، وإختلال في الاتزان، والعصبية الزائدة والحساسية الشديدة والتوتر الانفعالي.

2= الآثار النفسية:

ومنها إضطرابات الهلوسة، واليأس والحزن الشديد، إلى جانب صعوبة التفكير، وكساد في القوى الحيوية والحركية، وهبوط في النشاط الوظيفي، قلة النوم، الخوف، الأفكار السوداوية والإكتئاب الشديد، الإنفعال والإنسحاب من المجتمع، إضطراب الشخصية الفصامية، فرط العاطفة.

3= الآثار الإجتماعية:

ومن بينها فقدان التعامل مع الآخرين، فقدان التفاعل في المواقف الإجتماعية مع الأسرة والمجتمع، والقيام بتصرفات لا منطقية لا يرضى عنها المجتمع، وعدم تقدير وجهات نظر الآخرين، وضعف إرتباط الإتجاهات التي يتمسك بها المتعاطي مع إتجاهات المجتمع التي غالبًا ما تكون سلبية، وعدم قدرة المتعاطي على التكيف مع المجتمع.

4= الآثار المجتمعية:

ومنها: تبديد قوى الأفراد في المجتمع فيما لا طائل منه، إذابة جهود الأفراد وإبداعاتهم الخلاقة، تشتيت الأسر وتحطيمها، وحدوث إنفصال أحد الأبوين، إنحراف الأبناء عن أخلاقيات ومعتقدات الأسرة والمجتمع، تصدع الوازع الديني، إنتشار الجريمة والفساد، والبطالة، والفقر، جعل المجتمعات غير قادرة على الإعتماد على الذات، إنتشار أنواع الرذيلة، كثرة حوادث السيارات، خفض التحصيل العلمي للشباب.

الكاتب: هناء المداح.

المصدر: موقع رسالة المرأة.